تعميق التعاون بين كوريا الشمالية وروسيا في منطقة راسون الاقتصادية الخاصة
بينما قد تبدو الصين المحرك الواضح لانتعاش راسون بسبب اقتصادها الأكبر وعلاقاتها التاريخية مع كوريا الشمالية، يعتقد الخبراء أن تعاون البلاد العميق مع روسيا قد يكون له تأثير أكثر فورية. ويشير جيونج إيونلي، الخبير الاقتصادي في كوريا الشمالية في المعهد الكوري الجنوبي للتوحيد الوطني، إلى أن علاقات روسيا الوثيقة مع كوريا الشمالية، خاصة في ظل خلفية الحرب الأوكرانية، قد تؤدي إلى زيادة السياحة والتجارة مع راسون. كما يسلط جيونج الضوء على إمكانية قيام روسيا ببيع الفحم والنفط والدقيق من خلال المناطق الاقتصادية الخاصة، كما يسلط العمال الكوريين الشماليين الضوء على إمكانية إرسال البضائع الروسية إلى الوطن لإعادة بيعها.
التحول في أنماط التجارة
في عام 2022، شكلت الصين 97% من إجمالي تجارة كوريا الشمالية. ومع ذلك، استأنفت روسيا صادرات النفط إلى كوريا الشمالية في ديسمبر 2022 بعد توقف دام عامين، وشحنت 67300 برميل من النفط المكرر إلى كوريا الشمالية بحلول أبريل، وفقًا لبيانات الأمم المتحدة. إن إحياء التجارة من راسون له أهمية خاصة، حيث من المحتمل إعادة بيع الأخشاب الروسية التي يقطعها قاطعو الأخشاب من كوريا الشمالية إلى الصين من خلال المناطق الاقتصادية الخاصة. ومن المتوقع أن ينمو نفوذ روسيا في راسون، خاصة إذا استمرت العلاقة التعاونية بين كوريا الشمالية وروسيا وتوسعت لتشمل مجالات مثل الغذاء والطاقة والبنية التحتية.
المناقشات اللوجستية العسكرية والمشاريع المشتركة المحتملة
وقد شهد ميناء راسون زيارات من السفن الروسية المرتبطة بالنظام اللوجستي العسكري للبلاد منذ أغسطس، وفقًا لمسؤولين أمريكيين وكوريين جنوبيين وتقارير باحثين غربيين نقلاً عن صور الأقمار الصناعية. والجدير بالذكر أن كوريا الشمالية أرسلت حوالي 2000 حاوية يشتبه في أنها تحمل قذائف مدفعية، وربما صواريخ قصيرة المدى، إلى روسيا عبر ميناء راسون. وحددت صور الأقمار الصناعية أيضًا زيادة في الأنشطة في محطة تومانجانج في راسون، التي تربطها خطوط سكك حديدية بروسيا. والجدير بالذكر أن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، خلال زيارة إلى روسيا في سبتمبر/أيلول، ناقش خططًا لإعادة تشغيل مشروع لوجستي مشترك في راسون، بما في ذلك بناء جسر طريق جديد بين راسون وروسيا.
أهمية المنطقة الاقتصادية الخاصة في راسون
كانت راسون، التي تم تحديدها في الأصل كمنطقة اقتصادية خاصة في عام 1991 من قبل كيم إيل سونج، بمثابة نقطة محورية لجهود كوريا الشمالية لجذب الاستثمار الأجنبي. وهي الأقدم والأكبر بين مناطق التنمية الاقتصادية الـ 29 في البلاد. تتميز راسون بواحدة من أولى وأهم الأسواق في كوريا الشمالية، وكانت موقعًا لشبكة الهاتف المحمول الافتتاحية في البلاد، وهي المكان الوحيد الذي تم فيه تقنين بيع وشراء المنازل في عام 2018. في حين كافحت مناطق التنمية الاقتصادية الأخرى بسبب عدم كفاية البنية التحتية والخدمات الدولية. ومع العقوبات، يواصل راسون حملته الواعدة للنمو الاقتصادي والاستثمار الأجنبي.
على الرغم من ارتفاع الآمال الاقتصادية في راسون، إلا أنها لا تزال تواجه تحديات وشكوك جيوسياسية. لا شك أن الديناميكيات السياسية في المنطقة، بما في ذلك الحرب في أوكرانيا وعلاقة كوريا الشمالية مع الدول المجاورة لها، ستؤثر على مستقبل منطقة راسون الاقتصادية الخاصة وإمكاناتها الاقتصادية.